سقوط التيك توكر "مداهم": فيديوهات خادشة ومخدرات وأموال غير مشروعة تقوده خلف القضبان
في إطار جهود الدولة المصرية لمكافحة المحتوى الرقمي المخل بالآداب العامة والقيم الأسرية، شهدت الأيام الماضية تطورًا لافتًا تمثل في ورود عدد من البلاغات ضد أحد التيك توكرز المعروفين باسم "مداهم". هذه البلاغات اتهمت "مداهم" بالتورط في نشر مقاطع فيديو تتضمن ألفاظًا خادشة للحياء العام، وتمثل خروجًا سافرًا على التقاليد والعادات والقيم الأسرية المصرية عبر منصات التواصل الاجتماعي. ولم تقتصر الاتهامات على المحتوى الخادش فحسب، بل شملت أيضًا اتهامه بإثارة الجدل بين الشباب من خلال بث فيديوهات عبر حسابه، تحض على العنف والسلوك العدواني.
[1]
 |
| الأجهزة الأمنية تلقي القبض على التيك توكر "مداهم" في القاهرة الجديدة |
وبالفعل، تحركت أجهزة الأمن بالقاهرة بناءً على هذه البلاغات، ونجحت في ضبط "مداهم" داخل محل إقامته بمنطقة القاهرة الجديدة، بعد متابعة دقيقة ورصد مكثف لنشاطه على الإنترنت. وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهم، وتم اصطحابه إلى جهات التحقيق لمباشرة الإجراءات القانونية ضده في التهم الموجهة إليه.
[2]
مفاجآت التفتيش: مخدرات وأموال ومشغولات ذهبية
لم تقتصر مفاجآت القضية على طبيعة المحتوى الذي كان ينشره "مداهم" على تيك توك، بل امتدت لتشمل ما تم العثور عليه خلال تفتيش محل إقامته. فقد تبين حيازته لمبالغ مالية كبيرة بعملات محلية وأجنبية، بالإضافة إلى كميات من المواد المخدرة، منها "الحشيش والأفيون"، إلى جانب مشغولات ذهبية. هذه المضبوطات أضافت أبعادًا جديدة للقضية، وحولت مسار التحقيق من مجرد محتوى رقمي إلى اتهامات جنائية أشد خطورة.
[3]
اعترافات المتهم: البحث عن الشهرة والربح المادي
أمام النيابة، اعترف المتهم "مداهم" بنشر المقاطع الفيديو المثيرة للجدل بهدف رئيسي وهو زيادة المشاهدات على حساباته عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومن ثم تحقيق أرباح مادية كبيرة. هذا الاعتراف يؤكد أن دافعه الأساسي كان ماديًا وشهرته، بغض النظر عن التأثير السلبي للمحتوى الذي يقدمه على المجتمع والقيم. وأقر "مداهم" أيضًا بحيازته للمواد المخدرة التي عُثر عليها لديه، لكنه ادعى أنها بقصد التعاطي وليس الاتجار، وهو ما سيخضع للتحقيق والتدقيق من قبل جهات التحقيق.
وقد كشفت التحريات الأمنية عن تفاصيل مثيرة حول مسيرة "مداهم" قبل أن يصبح تيك توكر شهيرًا، حيث تبين أنه كان يعمل بائع أسماك. هذه المعلومة تبرز التحول الكبير في حياته، وكيف استغل منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق ملايين المشاهدات والمتابعين من خلال استغلال المحتوى المثير للجدل، بغض النظر عن مدى مخالفته للقيم والأخلاق.
[4]التهم الموجهة والتحقيقات المستمرة
تضمنت القضية المقيدة ضد التيك توكر "مداهم" عدة تهم خطيرة، منها:
- نشر وبث فيديوهات تنافي الآداب العامة: وهي التهمة الأساسية التي حركت البلاغات ضده، وتتعلق بالمحتوى الذي ينشره على تيك توك.
- التحريض على الانحراف السلوكي: حيث اتهمت الفيديوهات بالتحريض على العنف والسلوك العدواني بين الشباب.
- حيازة وتعاطي مخدرات: بناءً على المواد المخدرة التي عُثر عليها بحوزته.
- جمع أموال من مصادر غير مشروعة: تتعلق بالأرباح الضخمة التي كان يحققها من مشاهدات الفيديوهات المثيرة للجدل، والتي قد تندرج تحت بند الكسب غير المشروع أو غسيل الأموال.
وتم التحفظ على الأجهزة الإلكترونية المضبوطة لدى المتهم، بما فيها هواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر محمل عليها مقاطع الفيديو محل البلاغات، وذلك لفحصها واستخلاص الأدلة منها. كما كشف التحقيق عن تلاعب "مداهم" بحساباته البنكية لاستقبال أرباح ضخمة من التطبيقات، وهو ما يستدعي تعقب مصادر هذه الأموال. ولا تزال التحقيقات مستمرة مع المتهم، فيما يتم تطبيق قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية بحزم حول أي محتوى مخالف للآداب العامة، في إطار حملة أمنية واسعة النطاق لمطاردة مشاهير "تيك توك" الذين يقدمون محتوى خادشًا للحياء.
[5]
إن قضية "مداهم" تعكس تحديات العصر الرقمي، حيث يمكن للشهرة السريعة والربح المادي أن يدفعا البعض إلى تجاوز القيم والأخلاق. وهي أيضًا رسالة واضحة من الدولة بأنها لن تتهاون مع أي محتوى يسيء للمجتمع ويخالف القانون، وتؤكد على ضرورة استخدام منصات التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول وإيجابي.
المصادر
أسئلة متعلقة بالموضوع
