رحيل زياد الرحباني.. حزن عميق يخيم على فيروز والساحة الفنية اللبنانية
فقدت الساحة الفنية اللبنانية والعربية أحد أعمدة الإبداع والتجديد، برحيل الفنان والموسيقار الكبير زياد الرحباني ، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 69 عامًا يوم السبت الموافق 26 يوليو 2025. لم تكن هذه الفاجعة مجرد خسارة فنية، بل كانت ضربة موجعة لقلب أيقونة لبنان الخالدة، والدته الفنانة الكبيرة فيروز، التي كانت تعتبر زياد "كل شيء في حياتها". وقد كشف نقيب الموسيقيين في لبنان، الدكتور ملحم بركات، في حديث خاص، عن الحالة النفسية والصحية لفيروز، مؤكدًا عمق الحزن الذي خيم على قلبه، وعليها وعلى كل من عرف زياد أو تأثر بإبداعه الفريد.
[1]
 |
| رحيل زياد الرحباني يترك فراغًا كبيرًا في قلب والدته فيروز |
وأوضح بركات أن زياد لم يكن مجرد ابن لفيروز، بل كان شريكها الفني والروحي الذي شكّل معها ثنائيًا لا يُضاهى في تاريخ الموسيقى والمسرح اللبناني. فقد كانت أعماله نقطة تحول في مسيرتها الفنية، حيث أضاف إليها بعدًا جديدًا من التجديد والجرأة. رحيله أثر بعمق على الساحة الفنية اللبنانية بشكل عام، وعلى فيروز بشكل خاص، تاركًا فراغًا كبيرًا يصعب ملؤه، في ظل مكانته كأحد أعظم الموسيقيين والمبدعين الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الموسيقى العربية.
[2]
فيروز في مواجهة الحزن: صمت مهيب وكرامة معتادة
بصوت يملؤه الأسى، نقل نقيب الموسيقيين بلبنان صورة مؤثرة عن الحالة التي تمر بها فيروز. قال بركات: "فيروز كانت تعتبر زياد كل شيء في حياتها، كان بالنسبة لها الدنيا كلها، وفقدانه ترك فراغًا كبيرًا في قلبها وفي حياتها اليومية. هي الآن في حالة من الحزن العميق، لكنها تحاول أن تواصل حياتها بهدوء وبكرامة، كما عهدناها دائمًا."
 |
| رحيل زياد الرحباني يترك فراغًا كبيرًا في قلب والدته فيروز |
يُعرف عن فيروز هدوؤها وصمتها الذي يحيط بحياتها الشخصية، وفي مواجهة هذه الفاجعة، يبدو أنها لجأت إلى كرامتها المعهودة وصمتها الأثيري لتواجه هذا الألم العظيم. وأشار بركات إلى أن "جارة القمر" تحظى بدعم كبير من دائرتها المقربة، من عائلتها وأصدقائها، وأنها محاطة بالرعاية الطبية اللازمة، مؤكدًا أن صحتها مستقرة نسبيًا رغم الحزن الهائل الذي تعيشه. بيروت، التي طالما تغنت فيروز بجمالها، تتألم اليوم مع فنانتها الخالدة في هذا المصاب الجلل.
[3] [5]زياد الرحباني.. عبقرية فنية أثرت الموسيقى والمسرح العربي
لم يكن زياد الرحباني مجرد ابن فيروز، بل كان قامة فنية بحد ذاته، عبقريًا متعدد المواهب ترك بصمته في التأليف الموسيقي، والتلحين، والشعر، والمسرح، والكوميديا الساخرة. تميز زياد بجرأته في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية عبر أعماله، مستخدمًا الفكاهة السوداء والموسيقى التي تمزج بين الأصالة اللبنانية والأنماط العالمية مثل الجاز والبلوز.
أعماله المسرحية، مثل "بالنسبة لبكرا شو؟" و"فيلم أمريكي طويل"، أصبحت أيقونات في المسرح العربي، ولا تزال تعرض وتثير النقاش حتى اليوم. أما ألحانه وتوزيعاته الموسيقية لفيروز، فقد نقلتها إلى مرحلة جديدة، وأبرزت صوتها في قالب عصري ومختلف، بعيدًا عن الألحان التقليدية التي قدمها الأخوان رحباني. كانت هذه المرحلة بمثابة ثورة فنية لفيروز، مدفوعة بعبقرية ابنها الذي لم يخشَ التجريب والتحدي.
[6] [9]تكريم يليق بمكانته.. فيروز في قلب الحدث
وأكد نقيب الموسيقيين بلبنان أن هناك نية راسخة لتنظيم تكريم خاص لزياد الرحباني في لبنان، يليق بمكانته كأحد أعظم الموسيقيين والمبدعين في تاريخ الموسيقى العربية المعاصرة. هذا التكريم سيكون فرصة ليس فقط لتخليد أعماله، بل لإبراز تأثيره العميق على أجيال من الفنانين والمثقفين. ومن المتوقع أن تكون فيروز، والدته وشريكته الفنية، في قلب هذا التكريم، حيث سيمثل حضورها لمسة وفاء وتعبيرًا عن العلاقة الفنية والروحية التي جمعتهما.
ختم بركات حديثه قائلًا: "نحن جميعًا في لبنان والعالم العربي نشعر بفقدان زياد، وقلوبنا مع فيروز التي فقدت ابنها، ولكن إرث زياد سيبقى حيًا في قلوبنا وأعماله ستظل خالدة." هذه الكلمات تلخص المشاعر التي تسود الوسط الفني والثقافي، حيث يدرك الجميع أن زياد الرحباني ترك بصمة فنية لا يمكن أن تُمحى بمرور الزمن.
[4] [10]
إن رحيل زياد الرحباني ليس نهاية لحقبة، بل هو تأكيد على خلود إبداعه الذي سيظل يلهم ويشكل الوجدان العربي لأجيال قادمة. وبينما تتعافى فيروز من هذا المصاب الجلل، سيبقى صوتها يحمل صدى ألحان ابنها، لتستمر مسيرتهما الفنية معًا، في الذاكرة والوجدان، خالدة كما هو الفن الحقيقي.
المصادر
- [1] - الجديد - نقيب الموسيقيين بلبنان يكشف حالة فيروز
- [2] - العربي الجديد - زياد الرحباني.. رحيل الموسيقار اللبناني
- [3] - LBCI - بيروت تتألم.. فيروز في حالة حزن
- [4] - الجزيرة - تكريم زياد الرحباني في لبنان
- [5] - النهار - حالة فيروز بعد وفاة ابنها زياد الرحباني
- [6] - العربي الجديد - رحيل الموسيقار اللبناني الذي ترك أثراً لا يُمحى
- [7] - الأهرام أونلاين - فيروز أيقونة موسيقية
- [8] - LBCI - فيروز تبلغ 90 عامًا
- [9] - بي بي سي عربي - فيروز والرحبانيين
- [10] - العربي الجديد - بيروت تكرم فيروز
أسئلة متعلقة بالموضوع
