الرئيس السيسي في ذكرى 23 يوليو: مصر دار أمن وإنجازات رغم انهيار الدول وتفكك الكيانات
في مناسبة وطنية جليلة، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، كلمة هامة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والسبعين لـ ثورة 23 يوليو 1952 المجيدة. وفي خطابه، وجه الرئيس تحية تقدير واعتزاز للشعب المصري العظيم، مستعرضًا المسيرة المشرفة للوطن وما حققه من نجاحات وتطورات فارقة منذ انطلاق شرارة هذه الثورة الملهمة قبل ثلاثة وسبعين عامًا. وأكد الرئيس على أن مصر، بفضل الله تعالى ثم بوعي وإدراك أبنائها، حققت إنجازات غير مسبوقة في زمن اتسم بالاضطرابات الإقليمية والعالمية، وظلت واحة للأمن والاستقرار وملاذًا إنسانيًا مضمونًا وسط عواصف المحن التي عصفت بالعديد من الدول والكيانات.
[1]
 |
| الرئيس السيسي يوجه كلمة للأمة بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو |
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن كلمة الرئيس لم تكن مجرد استعراض تاريخي، بل كانت بمثابة خارطة طريق لمستقبل مصر. فقد أكد الرئيس على استمرار الدولة المصرية، منذ تدشين الجمهورية الجديدة عام 2014، في جهودها الدؤوبة لبناء دولة حديثة قادرة على تلبية تطلعات شعبها، ومواصلة مسيرة الإنجازات برؤية طموحة وخطوات راسخة مدعومة بكل عزيمة وإصرار لا يعرف الانكسار.
[3]
ثورة يوليو: نقطة تحول ألهمت التحرر الوطني
استهل الرئيس السيسي كلمته بتأكيد المكانة التاريخية لثورة يوليو، مشيرًا إلى أنه "في مثل هذا اليوم، قبل 73 عامًا، سطّر المصريون صفحة مضيئة في تاريخ بلدهم، حين اندلعت شرارة ثورة يوليو عام 1952، لتكون نقطة تحول في مسيرة الوطن". وأوضح أن هذه الثورة أنهت حقبة الاحتلال البغيض، ورسخت قيم العزة والكرامة والاستقلال، والأهم من ذلك، أضاءت مشاعل التحرر في دول العالم الثالث ومنطقتنا العربية، لتصبح الثورة المصرية ملهمة للخلاص من الاستعمار واستقلال القرار الوطني.
وتابع الرئيس: "إذ نحيي اليوم ذكرى الثورة، فإننا نستحضر تجربة وطنية متكاملة، نغوص في أعماق دروسها، ونتخذ من نجاحها وتعثرها، ما ينير لنا طريق الجمهورية الجديدة تلك الجمهورية التي انطلقت منذ عام 2014، مرتكزة على دعائم صلبة، ورؤية طموحة، وخطى ثابتة نحو إقامة دولة عصرية، تأخذ بالأسباب العلمية لتحقيق طموحاتها، وتثق في توفيق الله سبحانه وتعالى لإدراك غاياتها".
[2] [4]إنجازات الجمهورية الجديدة: حصاد سنوات من التحديات
تناولت كلمة الرئيس تفصيلاً للإنجازات التي تحققت على مدار السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن الدولة المصرية كانت سباقة في صناعة الحاضر وصياغة الغد. وأبرز الرئيس عددًا من المحاور الرئيسية التي شهدت طفرات نوعية:
- تحديث القوات المسلحة: تم تحديث الجيش المصري الباسل حتى أصبح "درعًا حصينًا وسيفًا قاطعًا" يحمي حدود الوطن ويصون مقدراته.
- مكافحة الإرهاب: "هزمنا الإرهاب، وتطهرت أرض الكنانة من براثنه"، في إشارة إلى النجاحات الكبيرة في القضاء على البؤر الإرهابية وتأمين البلاد.
- الطفرة العمرانية الشاملة: شهدت مصر طفرة غير مسبوقة في العمران، حيث "أزيلت العشوائيات، وشيدت المساكن، وأسست مدن ذكية" توفر حياة كريمة للمواطنين.
- تطوير البنية التحتية: قفزت البنية التحتية قفزات نوعية غير مسبوقة في جميع المجالات، مما وضع مصر على خريطة الدول المتقدمة في هذا المجال.
- مشروع "حياة كريمة": انطلق هذا المشروع القومي الضخم ليعيش نحو 60 مليون مواطن في بيئة حضارية، مما يعكس التزام الدولة بتحسين جودة الحياة في الريف المصري.
وشدد الرئيس السيسي على أن "مصر التي أبت أن يعيش مواطنوها في العشوائيات والأماكن الخطرة، لن تترك مستحقًا لسكن، يقع في دوامة القلق على غده"، مؤكدًا التزام الدولة بتوفير السكن اللائق لجميع الفئات.
[5]الصمود في وجه الضغوط: مصر ملاذًا إنسانيًا ومسؤولية قومية
تناول الرئيس في كلمته الظروف الاستثنائية التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن مصر حققت إنجازات عدة، "في زمن انهارت فيه دول، وتفككت كيانات، وتعاظمت المحن". لكن مصر، بفضل إرادة شعبها ووعيه، "ظلت دار الأمن والاستقرار، وملاذًا إنسانيًا مضمونًا". واستشهد الرئيس باستقبال مصر لنحو 10 ملايين شخص من بلاد كثيرة، قدمت لهم الرعاية والحماية، مما جعلها "نموذجًا فريدًا في الإنسانية والمسؤولية".
ونبه الرئيس إلى أنه "رغم الضغوط المتواصلة، لم تتخل مصر يومًا عن مسئوليتها القومية والإنسانية، وبفضل الله، ثم بإرادة هذا الشعب العظيم ووعيه، تمكنا من الصمود وتحمل الصعاب، وحافظنا على الوطن واستقراره، وسلكنا طريق البناء، في ملحمة وطنية قوية، بعزيمة وسواعد لا تعرف الانكسار".
واختتم الرئيس السيسي كلمته بتأكيد الثقة المطلقة في قدرة مصر وشعبها على تجاوز التحديات: "إنني على يقين راسخ، أن هذا الوطن قادر – بإذن الله تعالى، وبما يحمله أبناؤه من قوة وصبر – على تجاوز التحديات، وتخطي الصعاب، مهما تنوعت أشكالها، وتعددت مصادرها"، مؤكدًا أن مصر "ستظل منيعة بجبهتها الداخلية المتماسكة، عصية على المؤامرات والفتن، مبصرة بكل ما يحاك حولها".
المصادر
أسئلة متعلقة بالموضوع
